من زياد الرحباني إلى “إلى غزة سلام”… متحف نابو يُقاوم بالموسيقى

متحف نابو يُقاوم بالموسيقى - زينه عكر

ليس غريباً على إدارة المتحف التي تختار الفنان اللبناني زياد الرحباني لافتتاح باكورة أعمالها، أن تُواصل تقديم أرقى وأعظم العروض الموسيقية والفنية لتُقيمها في حرمها.

عن متحف “نابو”، الواقع في شكا/ الهري شمال لبنان، نتحدّث…

افتتح متحف “نابو” في منطقة الهري أمسياته الموسيقية مع زياد الرحباني في العام 2018. حفلٌ جذب محبي الرحباني من مختلف المناطق فصفقوا ورددوا الأغاني التي قدمتها مجموعة من الفنانين مرفقة بعزفه مع فرقته الموسيقية.

واصلت إدارة متحف نابو، وعلى رأسها جواد عدره و زينة عكر عدره، استقبال أرقى الفنانين والموسيقيين لإحياء فعالياتٍ وأمسيات غنائية في حرم المتحف. واحدة من تلك الحفلات التي احتضنها متحف “نابو” كانت حفلة موسيقية مجانية لفرقة Les Cordes Résonnantes، والتي جرت بالتعاون مع “المعهد الثقافي الإيطالي في بيروت” في تموز 2023، تحت عنوان “باروك في المتحف“. وهي سهرة على أنغام موسيقى الباروك الكلاسيكية، التي يعود أصلها إلى القرن السابع عشر، أحيته الميزو سوبرانو نتاشا نصّار، وتولّى قيادته جو ضو.

من جهةٍ أخرى، أقامت إدارة متحف “نابو” حفلاً بعنوان “Vivaldi – The Four Season – الفصول الاربعة”، من تصميم وقيادة المايسترو هاروت فازليان وإلقاء جوليا قصار، وذلك في إطار دعمها للنشاطات الثقافية التي تعزز الدور الريادي للبنان في الإبداع والتنمية.

وقد تزامن الحفل الذي دعا اليه “نابو” مع معرض لمنحوتاتٍ وأعمال فنية أُقيم في حديقة المتحف وصالاته، بعنوان “رسوم تركت أثراً” لفنانين لبنانيين و”منحوتات حديثة ومعاصرة من لبنان”.

وفي حديثٍ مع قناة “أم تي في“، قال أحد مؤسسي المتحف، جواد عدره، إن “الفكرة الأولى لهذا المشروع كانت بإنشاء مركز للبحوث والتدريب بهدف الحفاظ على التراث الغني وتشجيع الأبحاث العلمية. وتبلورت الفكرة وتركزت جهودنا وأفكارنا المشتركة، فقررنا إنشاء متحف جديد أيضاً في بلدة الهري بدلاً من أن يكون مشروعاً خاصاً كغيره من المشاريع التي نشهدها منذ أوائل القرن العشرين على الشاطئ اللبناني”، وأمل عدره أن “يُشكل هذا المشروع نموذجاً يُحتذى به في مسألة إعادة الأمل إلى الناس”.

وأضاف جواد عدره في حديثه، “في 22 أيلول افتُتح متحف نابو وكان معرضه الأول “قرون من الإبداع”… وخلال الافتتاح أخذنا زياد الرحباني وفرقته برحلةٍ موسيقيةٍ ساحرة، ويأخذنا اليوم هاروت فازليان والفرقة الموسيقية والسيدة جوليا قصار في رحلة الفصول الأربعة مع “Vivaldi”، ثم جاء المعرض الثاني “رسوم تركت أثراً” لفنانين لبنانيين تركوا رسماً أو اسماً لا يمكن نسيانه أو تجاوزه. ويأتي اليوم معرض لنحاتين لبنانيين كأول معرض في حديقة المنحوتات “نانايا”، وذلك بالتعاون مع متحف نابو”. وتابع عدره، “لو أعدنا النظر في القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين، يكشف لنا الوعي التاريخي عن حجم الكوارث التي ضربت العالم وكيف ألقت بظلالها على القرن الواحد والعشرين، انطلاقاً من وعد بلفور، المأساة الفسطينية، ومجازر الحربين العالميتين، حروب الهيمنة في شرق آسيا وجنوبي أميركا، القنابل الذرية في اليابان، والحرب الأهلية اللبنانية، وحروب تدمير ونهب آثار العراق وسوريا والتي تشكل سلسلة من الفظائع التي ارتكبها الإنسان، ويظهر فيها العالم كمجموعة من المهاجرين والمنفيين والسجناء”.

كما أمل جواد عدره أن “يكون لنا الجرأة الكافية على مواجهة أسوأ ما يمكن أن تخبئه لنا الأيام، وما يتعلق بمكانة الإنسان والبيئة الطبيعية، والمسؤولية التي تضعها على عاتقنا. من هذا المنطلق، لا يصبح الفن والانتاج الفني تجسيداً لواقعه ومعاناته فحسب، بل شكلاً من أشكال مقاومة المنفى، مقاومة حروب التدمير والاقتلاع التي تشن علينا، على أمل أن ننتمي إلى وطن جديد نحلم به من كلمات وصور”.

انطلاقاً مما ختم به عدره، يُشار إلى أن جواد عدره وشريكته في إدارة متحف “نابو” زينة عكر عدره، يعتبران أن الفن هو أسلوب مقاومة ونجاة. ولذلك، بادرت إدارة متحف “نابو” بالتعاون مع “مسرح المدينة” بإطلاق أسبوعٍ تضامني مع غزة في يناير الماضي تحت عنوان “إلى غزة سلام“، تخلّله عروضاً مسرحية وسينمائية وغنائية راقصة. وعلى هامش الأمسيات، جُمعت التبرعات المالية لمصلحة “صندوق غسان أبو ستة للأطفال”، الذي أُطلق أخيراً بمبادرة من جواد عدره وفداء جديد وبدر الحاج.

يُشار إلى أن متحف “نابو” يُقدم مساحة لعرض الأعمال الفنية، ويعمل كمؤسسة للحفاظ على ارتباط المجتمعات بثقافتها من خلال البرامج التعليمية والتدريبية والجولات المنظمة والمحاضرات العامة والمعارض الإرشادية التي يوفرها.

ملخص:

ليس غريباً على إدارة المتحف التي تختار الفنان اللبناني زياد الرحباني لافتتاح باكورة أعمالها، أن تُواصل تقديم أرقى وأعظم العروض الموسيقية والفنية لتُقيمها في حرمها. عن متحف “نابو”، الواقع في شكا/ الهري شمال لبنان، نتحدّث…

زينه عكر متحف نابو – المصدر

أحدث الأخبار